نور تريندز / التقارير الاقتصادية / ما الذي أثار تكهنات بتباطؤ الاقتصاد الأمريكي في الفترة المقبلة؟
ترامب
ترامب

ما الذي أثار تكهنات بتباطؤ الاقتصاد الأمريكي في الفترة المقبلة؟

ظهرت في الأفق مخاوف حيال إمكانية انزلاق الاقتصاد الأمريكي في هوة التباطؤ في الفترة المقبلة بعد أن توالى ظهور دفعات سلبية من البيانات الأمريكية في الفترة الأخيرة، خاصة الأسبوع الماضي وأول يومين من أسبوع التداول الجديد.

وفي البداية، نظر المستثمرون في أسواق المال إلى هذه الدفعات على أنها من الأمور التي قد تحفز الفيدرالي على إسراع الخطى في اتجاه خفض الفائدة. لكن ذلك لم يحدث نظرا لسيطرة حالة من السلبية على المستثمرين نظرًا لاحتمالات تراجع أداء أكبر اقتصادات العالم.

وتصاعدت تلك المخاوف إلى حدٍ كبيرٍ الثلاثاء بعد أن ركز المستثمرون على دفعات من البيانات السلبية التي ألقت الضوء على قراءات سلبية تحمل إشارات ضمنية إلى تراجع أداء الاقتصاد.

وسجل مؤشر مديري المشتريات التصنيعي هبوطًا إلى 48.7 نقطة في مايو الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 49.2 نقطة، وهو ما يشير إلى مستويات أدنى من توقعات الأسواق، وفقا للبيانات الصادرة الاثنين الماضي.

وأدى تراجع هذه البيانات إلى تصاعد توقعات بين المستثمرين في الأسواق العالمية بأن يبدأ الفيدرالي خفض الفائدة في سبتمبر المقبل، وهو ما يأتي بعد ظهور هذه التوقعات عقب ظهور بيانات النمو التي ألقت الضوء على تراجع في الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة.

وسجلت القراءة السنوية للناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة ارتفاعًا بـ1.3% في الربع الأول من العام الجاري، وهو أقل مما سجلته القراءة السابقة من ارتفع بـ1.6%، وفقا للبيانات الصادرة الأسبوع الماضي.

وجاءت قراءة مؤشر فرص العمل الأمريكية JOLTS الثلاثاء أدنى من توقعات الأسواق في إبريل الماضي عند 8.059 مليون فرصة عمل مقابل قراءة الشهر السابق التي سجلت 8.355 مليون فرصة عمل، وهو ما جاء دون توقعات الأسواق التي أشارت إلى 8.340 مليون فرصة عمل.

رد فعل الأسواق

وتراجعت الأسهم الأمريكية منذ مستهل التعاملات اليومية الثلاثاء متأثرة بمخاوف حيال إمكانية إظهار الاقتصاد الأمريكي بعض الضعف في الفترة الأخيرة عقب المرونة التي أبداها في مواجهة البيئة مرتفعة الفائدة.

وتعاني الأسهم الأمريكية في محاولة للصمود أمام توقعات تدهور الاقتصاد الأمريكي في الفترة الأخيرة، مما يدفع بأغلب مؤشراتها في الاتجاه الهابط أثناء جلسة الثلاثاء.

وسجل داو جونز الصناعي ارتفاعًا إلى 39603 نقطة بعد إضافة حوالي 32 نقطة أو أقل من 0.1%. لكن ستاندردز آند بورس500 تراجع إلى 5273 بعد أن فقد حوالي عشر نقاط أو 0.3%. كما هبط ناسداك للصناعات التكنولوجيا الثقيلة إلى 16790 نقطة بعد أن تراجع بحوالي 36 نقطة أو 0.3%.

كما تراجعت عائدات سندات الخزانة الأمريكية أثناء تعاملات الثلاثاء متأثرة بتدهور في شهية المخاطرة في الأسواق بسبب ظهور مخاوف حيال المسار المستقبلي للاقتصاد الأمريكي واحتمالات إظهاره قدر من التباطؤ في الفترة المقبلة بعد ظهور دفعات من البيانات الاقتصادية التي ألقت الضوء على ضعف عدد من القطاعات الرئيسية.

وتراجع الدولار الأمريكي منذ مستهل التعاملات الثلاثاء، لكنه هبوط محدود للغاية نظرا لمساعدة بعض البيانات التي ظهرت في المفكرة الاقتصادية العملة الأمريكية على إظهار قدر من التماسك.

التضخم والتوظيف

تغلبت هذه المخاوف – التي ظهرت في مستهل التعاملات اليومية الثلاثاء – على بعض الإيجابيات التي ظهرت الأسبوع الماضي، والتي بين أهمها بيانات التضخم على مستوى مؤشرات نفقات الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة. وتدل سيطرة هذه المخاوف على الأسواق على مدى قوة الاحتمالات التي تشير إلى إمكانية تباطؤ الاقتصاد الأمريكي.

سجل مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة ارتفاعاً بـ0.3% في إبريل الماضي، وهو ما يشير إلى أن تغييرًا لم يطرأ على المؤشر على الإطلاق مقارنةً بالقراءة السابقة والتوقعات التي سجلت نفس الرقم.

وسجلت القراءة السنوية للمؤشر ارتفاعًا 2.7% الشهر الماضي، وهو نفس الرقم المسجل في قراءة الشهر السابق. ويلقي هذا الضوء على أن قراءات هذا المؤشر الهام بالنسبة للفيدرالي لم تشهد أي تغيير في إبريل الماضي مقارنة بالشهر السابق، وهو ما يتوافق مع توقعات المستثمرين في أسواق المال العالمية.

 أما المبشر في الأمر، فهو أن قراءات نفقات الاستهلاك الشخصي التي تستثني أسعار الغذاء والطاقة كونها الأكثر تذبذبًا بين مكونات هذه الأسعار، وهي القراءات التي يعتمد عليها الفيدرالي، ملتمسًا فيها المزيد من الدقة.

وسجلت القراءة الشهرية لنفقات الاستهلاك الشخصي باستثناء أسعار الغذاء والطاقة ارتفاعًا بواقع 0.2% في إبريل الماضي، وهو ما جاء أقل من القراءة السابقة التي ارتفعت بـ0.3% متوافقًا مع توقعات السوق.

لكن القراءة السنوية، التي تستثني أسعار الغذاء والطاقة، أشارت إلى أن شيئًا لم يطرأ عليها أي تغيير في إبريل الماضي مقارنة بقراءة نفس الشهر من العام الماضي.

وتنتظر الأسواق على مدار هذا الأسبوع البيانات الأهم والأكثر تأثيرًا في حركة السعر؛ وهي بيانات التوظيف الأمريكية التي يتوالى ظهور مؤشراتها الأولية على مدار الأسبوع لتظهر قراءات المؤشرات الرئيسية – مؤشر التغير في توظيف القطاعات غير الزراعية في الولايات المتحدة ومعدل البطالة الأمريكية ومؤشرات نمو الأجور – الجمعة المقبلة، مما يجعل الأسواق في حالة ترقب.

تحقق أيضا

الفيدرالي

هل يفاجئ الفيدرالي الأسواق أثناء الحديث عن مستقبل السياسة النقدية؟

الأسواق تتوقع خفضًا للفائدة بـ25 نقطة أهمية تصريحات باول تتجاوز أهمية قرار الفائدة بيانات نفقات …