الاحتياطي الأسترالي يرفع الفائدة في أسرع وتيرة منذ ما يقرب من ثلاثة عقود

قام البنك الاحتياطي برفع سعر الفائدة الرئيسي للشهر الخامس على التوالي إلى 2.35٪، مما يمدد أسرع وتيرة الزيادات في تكاليف الاقتراض في أستراليا منذ ما يقرب من ثلاثة عقود.

وكان قد الارتفاع بمقدار 50 نقطة أساس، الذي قرره مجلس إدارة بنك الاحتياطي الأسترالي اليوم الثلاثاء، إلى رفع معدل السيولة إلى أعلى مستوى منذ عام 2015. وجاءت الزيادة متماشية مع توقعات معظم الاقتصاديين.

ومن جهته، قال فيليب لوي، محافظ بنك الاحتياطي الأسترالي، إن البنك المركزي “ظل ملتزماً بإعادة التضخم إلى نطاق 2-3٪ بمرور الوقت. وأنه يسعى  إلى القيام بذلك مع الحفاظ على الاقتصاد في حالة توازن”.

وبلغة مماثلة لبيان أغسطس، عندما رفع البنك سعر الفائدة النقدي بمقدار مماثل، قال لوي إن مجلس إدارة البنك “يتوقع زيادة أسعار الفائدة بشكل أكبر خلال الأشهر المقبلة، لكن ليس على المسار المحدد مسبقًا”.

كان قد بدأ بنك الاحتياطي الأسترالي دورة رفع الأسعار في مايو أثناء الحملة الانتخابية الفيدرالية. كان البنك بطيئًا نسبيًا في التحرك ومن المحتمل أن يكون لديه المزيد من العمل الذي يتعين القيام به لكبح معدل التضخم – الذي سجل بالفعل أسرع مستوياته منذ عام 2001 – والذي يتوقع البنك ووزارة الخزانة أن يبلغ ذروته عند حوالي 8 ٪ بحلول نهاية العام.

وقال لوي إن مسار خفض التضخم دون توقف الاقتصاد كان “مسارًا ضيقًا وملبد بعدم اليقين، لأسباب ليس أقلها التطورات العالمية”.

في نفس السياق، أضاف أن آفاق النمو الاقتصادي العالمي تدهورت بسبب الضغوط على الدخل الحقيقي من ارتفاع التضخم، وتشديد السياسة النقدية في معظم البلدان، والغزو الروسي لأوكرانيا، وإجراءات احتواء كوفيد وتحديات السياسة الأخرى في الصين.

ومن الجدير بالذكر سيصدر مكتب الإحصاءات الأسترالي بيانات نمو الناتج المحلي الإجمالي لربع يونيو يوم غد الأربعاء.

ويتوقع الاقتصاديون أن تأتي معدلات النمو ربع السنوية والسنوية في نفس المستوى تقريبًا كما في ربع مارس، لكنهم لاحظوا أن تأثير ارتفاع أسعار الفائدة لم تشعر به الأسر والشركات على حد سواء.

رد فعل العملة الأسترالية على القرار

ارتفع الدولار الأسترالي في البداية قبل أن يتراجع إلى ما دون 0.68 دولار اليوم الثلاثاء، بعد أن رفع بنك الاحتياطي الأسترالي سعر سياسته بهامش متوقع على نطاق واسع قدره 50 نقطة أساس إلى 2.35٪ وأشار إلى مزيد من التشديد لأنه يهدف إلى السيطرة على التضخم.

ومع ذلك، لاحظ المحللون أن بنك الاحتياطي الأسترالي أشار إلى سياسة “التطبيع” مما يعكس أن أسعار الفائدة تقترب مما يعتبره البنك المركزي مستويات محايدة.

كما تم تداول الدولار الاسترالي بالقرب من أدنى مستوياته في ما يقرب من ثمانية أسابيع، حيث ظل تحت ضغط من مسار رفع سعر الفائدة العنيف لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وتصاعد المخاوف من حدوث تباطؤ اقتصادي عالمي.