نور تريندز / التقارير الاقتصادية / لماذا ارتفع الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي؟
اليورو/ إسترليني
اليورو/ إسترليني

لماذا ارتفع الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي؟

تمكن الإسترليني من التفوق على اليورو رغم خضوع العملتين الأوروبيتين لضغط شديد في الاتجاه الهابط بسبب قوة الدولار الأمريكي.

وتمكنت العملة البريطانية من التفوق على العملة الأوروبية الموحدة نظرًا لقوة الضغوط التي تعرضت لها الأخيرة بخلاف قوة العملة الأمريكية.

وكان الضغط الأكبر على اليورو من قضية أوكرانيا التي لم تلبث أن تسببت في انفراجة في أسواق المال أدت إلى ارتفاع اليورو مقابل الدولار.

الإسترليني

تراجع الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي الخميس متأثرًا بقوة الدولار الأمريكي الذي استفاد من توافر عدة عوامل على الأرض، من بينها بيانات اقتصادية وتصريحات خرجت من أروقة الفيدرالي.

وهبط الإسترليني/ دولار إلى 1.3412 مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 1.3456.

وارتفع الزوج إلى أعلى مستوى له في يوم التداول الجاري عند 1.3482 مقابل أدنى المستويات الذي سجل 1.3405.

ارتفع الدولار الأمريكي إلى أعلى مستوى له في حوالي أسبوع الخميس بدعم من تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي في كانساس سيتي جيفري شميد الذي أكد أن السياسة النقدية “التشديدية المعتدلة” لا تزال مناسبة في ظل المخاطر المرتبطة بالتضخم.

وقالت عضوة اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة بيث هاماك إنها لن تدعم التيسير الكمي إذ أصبح صناع السياسات في الفيدرالي مضطرين إلى اتخاذ القرار بشأنه “غدًا”.

كما عزز الدولار مكاسبه مدفوعًا بصدور بيانات اقتصادية أمريكية جاءت أقوى من المتوقع، أبرزها مؤشر مديري المشتريات التصنيعي لشهر أغسطس الماضي الصادر عن مؤسسة ستاندردز آند وبرس الدولية  علاوة على ارتفاع مبيعات المنازل الأمريكية.

كما استفادت العملة من ضعف الأسهم الأمريكية، مما أدى إلى الإحجام عن ضخ المزيد من السيولة بورصة نيويورك، وهو ما حافظ على العملة الأمريكية من عمليات بيع على نطاق واسع بعد زيادة الطلب على السيولة.

وقال تقرير نشره سكوشا بانك إن “التطورات المالية تظل من أهم المخاوف التي تنتاب الأسواق، ويدل على ذلك الاضطرابات التي شهدتها أسواق السندات الأمريكية والتركيز على خطط وزيرة الخزانة البريطانية بخصوص بيان موازنة الخريف”.

اليورو يتراجع

تراجع زوج اليورو/ دولار بحوالي 0.3% ليصل إلى أدنى مستوى له في أسبوع وسط ضغوط ناتجة عن قوة الدولار.

وتسارعت خسائر اليورو بعد صدور مؤشر ثقة المستهلك في منطقة اليورو لشهر أغسطس، والذي سجل انخفاضًا أكبر من المتوقع ليصل إلى أدنى مستوى له في أربعة أشهر.

كما أثرت الشكوك المحيطة بإمكانية التوصل إلى نهاية وشيكة للحرب الروسية الأوكرانية على أداء اليورو، وذلك بعد تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، التي أكد فيها أن روسيا يجب أن يكون لها دور في الترتيبات الأمنية الخاصة بأوكرانيا، وأن أي ضمانات أحادية الجانب ستكون “عديمة الجدوى”.

وتراجعت خسائر اليورو بشكل محدود، مدعومة بمؤشرات على قوة أداء اقتصاد منطقة اليورو، وذلك بعد أن سجل مؤشر مديري المشتريات الصناعي الصادر عن مؤسسة ستاندردز آند بورس الدولية لشهر أغسطس الماضي ارتفاعًا فاق التوقعات هو الأسبوع في ثلاث سنوات لمؤشر مديري المشتريات التصنيعي. كما ارتفع المؤشر المركب بشكل مفاجئ إلى أعلى مستوى له في 15 شهرًا.

وارتفع مؤشر مديري المشتريات الصناعي في منطقة اليورو لشهر أغسطس بمقدار 0.7 نقطة ليصل إلى 50.5، متجاوزًا التوقعات التي كانت تشير إلى انخفاضه إلى 49.5، ليسجل بذلك أسرع وتيرة نمو في القطاع في ثلاث سنوات.

 كما ارتفع المؤشر المركب بمقدار 0.2 نقطة ليصل إلى 51.1، وهو أعلى مستوى له منذ 15 شهرًا، متفوقًا على التوقعات التي كانت تشير إلى تراجعه إلى 50.6.

في المقابل، انخفض مؤشر ثقة المستهلك في منطقة اليورو لشهر أغسطس بمقدار 0.8 نقطة ليصل إلى -15.5، وهو أدنى مستوى له في أربعة أشهر، وجاء أضعف من التوقعات التي كانت تشير إلى استقراره عند -14.7.

تطورات على صعيد أوكرانيا

ظهرت تطورات على صعيد المشهد الجيوسياسي في شرق أوروبا، صرح نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، بأن المفاوضات الرامية إلى إنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا تتركز حول ضمانات أمنية لأوكرانيا، ومسائل تتعلق بالأراضي التي تسعى روسيا للسيطرة عليها، بما في ذلك أراضٍ أوكرانية لا تحتلها حاليًا، وذلك في إطار جهود واشنطن للتوسط في اتفاق سلام بين البلدين.

وتعمل الولايات المتحدة على ترتيب لقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وإذا ما سارت المحادثات بشكل إيجابي، فقد أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إمكانية عقد قمة ثلاثية تجمع القادة الثلاثة

رغم ذلك، يبدو أن هناك صعوبات تواجه الخطط الطموحة لعقد قمة ثنائية بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وذلك بعد أيام قليلة من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بثقته في إمكانية انعقاد هذا اللقاء خلال أسابيع قليلة.

ومن شأن نتائج هذه التحركات أن تحمل تداعيات اقتصادية كلية، لا سيما فيما يتعلق بالرسوم الجمركية وأسعار النفط، فضلًا عن تأثيرات محتملة على أمن أوروبا.

وبعيدًا عن المساعي الدبلوماسية رفيعة المستوى، لا تظهر الحرب أي مؤشرات على التراجع.

وأعلنت أوكرانيا الخميس الماضي أن قواتها المسلحة استهدفت مصفاة نفط في منطقة روستوف الروسية، المحاذية للأقاليم الشرقية الأوكرانية في دونباس.

وفي المقابل، شنت روسيا أكبر موجة من الضربات على أوكرانيا منذ أسابيع، أسفرت عن مقتل شخص واحد وإصابة عدد كبير من المدنيين.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عبر وسائل التواصل الاجتماعي: “لا يزال لا يوجد أي مؤشر من موسكو على استعدادها للانخراط في مفاوضات جادة وإنهاء هذه الحرب. هناك حاجة إلى المزيد من الضغط”.

تحقق أيضا

Trump Zelensky

هل تتحول الأسهم الأمريكية إلى الصعود بعد المرونة التي أبداها زيلينسكي؟

خلف الاجتماع الذي جمع الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إشارات إيجابية كان …