نور تريندز / التقارير الاقتصادية / الدولار الأمريكي والإسترليني في انتظار بيانات هامة
الإسترليني
الإسترليني

الدولار الأمريكي والإسترليني في انتظار بيانات هامة

سجل الإسترليني ارتفاعًا مقابل الدولار الأمريكي في ختام  تعاملات الأربعاء ليصل زوج الإسترليني/ دولار إلى أعلى مستوى له في ثلاثة أسابيع، مما يُعد أفضل أداء له في عدة أيام تداول.

وجاء ارتفاع العملة البريطانية وسط تصاعد توقعات الأسواق بخفض الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي في اجتماع سبتمبر المقبل وسط تزايد الضغوط على البنك سواء على مستوى البيانات الاقتصادية أو تطورات أخرى.

وبلغت مكاسب الزوج في ختام تعاملات الأربعاء حوالي 0.6% بحيث استقر عند 1.3574 مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 1.3479.

وسجل الزوج أدنى مستوى له في يوم التداول الأربعاء عند 1.3487 مقابل أعلى المستويات الذي سجل 1.3582.

ويتعرض الدولار الأمريكي لضغوط في الاتجاه الهابط بسبب تصاعد توقعات خفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الشهر المقبل، في وقت تحيط فيه شكوك حيال إمكانية أن يتعرض الفيدرالي لضغوط سياسية تقوض استقلاليته.

وكان الدولار قد فقد الكثير من النقاط الثلاثاء الماضي بعد أن أظهرت بيانات التضخم الأمريكية أن مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي ظل ثابتًا عند 2.7%  في يوليو، وفقًا للقراءة السنوية. وخالفت القراءة الفعلية توقعات السوق التي كانت تشير إلى ارتفاعه إلى 2.8%.

كما جدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انتقاداته لرئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، مطالبًا بخفض فوري للفائدة. كما أكد أنه قد “يسمح بمضي دعوى قضائية كبيرة ضد باول قدمًا”، وذلك على صعيد المزاعم بإجراء عمليات تجديد لمقرات الفيدرالي بتكلفة باهظة دون الحاجة إلى ذلك.

وفي سياق الضغوط المتزايدة، قال وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت مساء الثلاثاء إنه يرى أن على الاحتياطي الفيدرالي تنفيذ خفض أكبر من المتوقع بمقدار 50  نقطة أساس في سبتمبر المقبل.

وأدى مزيج من التكهنات بشأن خفض الفائدة والمخاوف حول استقلالية الاحتياطي الفيدرالي إلى دفع الدولار نحو الانخفاض مع بدء جلسة التداول الأوروبية يوم الأربعاء.

وشهدت تحركات الإسترليني الأربعاء قدرًا من الاستقرار في ظل غياب بيانات اقتصادية هامة للمملكة المتحدة بينما تتجه أنظار الأسواق نحو تقرير الناتج المحلي الإجمالي المرتقب يوم الخميس.

واحتفظ الإسترليني ببعض الزخم الذي اكتسبه في وقت سابق من الأسبوع، مدعومًا ببيانات التوظيف الإيجابية الصادرة يوم الثلاثاء. وقد أظهرت البيانات أن سوق العمل البريطاني لا يزال يشهد تباطؤ، إلا أن وتيرة التراجع جاءت أكثر اعتدالًا مما كان متوقعًا.

كما عكست أوضاع سوق العمل في المملكة المتحدة تدهورًا، إلا أنه التراجع جاء أقل حدة مما كانت الأسواق تتوقع، مما يصب في صالح توقعات الإبقاء على الفائدة دون تغيير.

وارتفع معدل البطالة البريطانية إلى 4.7% في يونيو الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت نفس الرقم.

وتراجع نمو الوظائف البريطانية بحوالي 8000 وظيفة، وهو ما جاء أقل تدهورًا من توقعات الأسواق التي أشارت إلى إمكانية التراجع بحوالي 60000 وظيفة.   

وأسهم هذا الأداء المرن في تغيير توقعات الفائدة لدى بنك إنجلترا عقب الانقسام الحاد الذي شهدته لجنة السياسة النقدية في البنك المركزي  الأسبوع الماضي.

وتسلط الأضواء في الوقت الراهن على تقرير الناتج المحلي الإجمالي البريطاني يوم الخميس، إذ من المتوقع أن يكون التقدير الأولي للربع الثاني محور اهتمام المستثمرين في الإسترليني.

ويتوقع المحللون أن يشهد الاقتصاد البريطاني فقدانًا حادًا للزخم، مع تباطؤ النمو من 0.7% في الربع الأول من 2025 إلى 0.1% فقط في الربع الثاني.

وإذا جاءت النتائج وفقًا للتوقعات، فمن المرجح أن يتعرض الإسترليني لضغوط هبوط، إذ تعزز البيانات للاقتصادية في هذه الحالة المخاوف بشأن قدرة الاقتصاد البريطاني على الصمود، ويعيد إحياء التكهنات بشأن خفض إضافي للفائدة من قبل بنك إنجلترا.

وعلى الجانب الآخر من المحيط الأطلنطي، قد يستمد الدولار الأمريكي في الهبوط حال تأكيد بيانات أسعار المنتجين لشهر يوليو الماضي على الرسالة التي بعثت بها بيانات أسعار المستهلك إلى الأسواق، والتي تفيد أن هناك تباطؤ في الأسعار في الولايات المتحدة.

على الجانب الآخر، قد يكون هناك ارتفاع طفيف في تضخم أسعار المنتجين، مما من شأنه أن يوفر دعمًا محدودًا للدولار وسط تصاعد توقعات خفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي.

مع ذلك، فإن أي ارتفاع جديد في طلبات إعانة البطالة الأولية في الولايات المتحدة قد يقوّض هذا الدعم، ويزيد من الضغوط السلبية على الدولار.

تحقق أيضا

الدولار الأمريكي

ماذا الذي قد تواجهه الصين بعد انتهاء الهدنة التجارية مع الولايات المتحدة؟

من المقرر أن تنتهي الهدنة التجارية بين الولايات المتحدة والصين يوم الثلاثاء المقبل، ما لم …