نور تريندز / التقارير الاقتصادية / الإسترليني يخوض معركة إضافية مع أزمة تكلفة المعيشة
الإسترليني
الإسترليني

الإسترليني يخوض معركة إضافية مع أزمة تكلفة المعيشة

يتخبط الإسترليني في الفترة الأخيرة، عاجزا عن التمسك بالاتجاه الصاعد رغم رفع الفائدة في اجتماع ديسمبر الجاري للجنة السياسة النقدية في بنك إنجلترا.

واتضح ضعف الجنيه الإسترليني جليا في نهاية يوم التداول الاثنين تأثرا بالارتفاع في توقعات استمرار رفع الفائدة الفيدرالية والتحديات الكثيرة التي تواجه اقتصاد المملكة المتحدة، أبرزها أزمة الارتفاع الحاد في تكلفة المعيشة.

ويحذر خبراء من إمكانية أن تشهد المملكة المتحدة فشلا لموسم تسوق أعياد الميلاد بسبب الإضرابات التي تنظمها الاتحادات العمالية في البلاد، علاوة على الارتفاعات المستمرة في أسعار الطاقة مع ارتفاع الطلب عليها بدخول الشتاء، مما يضيف إلى المزيد من الأعباء على المستهلكين البريطانيين ويسهم في المزيد من ارتفاع تكلفة المعيشة. يُضاف إلى ذلك أيضا تراجع الأجواء الاحتفالية التي عادة ما تصحب هذه الفترة من العام التي تشهد الكريسماس.

وقال تجار التجزئة إن الإقبال على سلعهم جاء أقل بكثير من المتوقع، وهو ما رجحته القراءات الصادرة عن مكتب الإحصاء البريطاني التي كشفت عن تراجع بـ 0.4% في مبيعات التجزئة في المملكة المتحدة في نوفمبر الماضي مقابل زيادة بواقع 0.3% الشهر السابق، وفقا لتصريحات المديرة التنفيذية لاتحاد التجزئة البريطاني هيلين ديكينسون.

وأضافت: “رغم مواجهة زيادة ضغوط ارتفاع تكلفة المعيشة، يفعل تجار التجزئة كل ما في وسعهم من أجل الحفاظ على الأسعار في متناول جميع المستهلكين، لكن أزمة تكلفة المعيشة تعني أن الكثير من الأسر قد تلغي الخطط الاحتفالية”.

في غضون ذلك، تتصاعد المطالبات بفرض ضريبة الثروات، خاصة في الفترة الأخيرة التي رصدت فيها زيادة عدد المليارديرات البريطانيين بحوالي 20% منذ انتشار الوباء.

أصدرت مؤسسة Equality Trust  الخيرية تقريرا طالبت فيه إلى إقرار ضريبة ثروات تقدمية لتحقيق المساواة المالية بين البريطانيين والحد من التفاوت المالي بينهم.

وقال رئيس المؤسسة جو ويتامز إن “التدخلات من الحكومة والبنوك أثناء الوباء تسبب في انفجار في ثروات المليارديرات على حساب باقي المجتمع”.

وأشار إلى أن النمو الكبير في ثروات المليارديرات في وقت الوباء إلى مستويات غير مسبوقة تزامن مع زيادة غير مسبوقة أيضا في التوسع في إنشاء البُنى التحتية الاقتصادية والتوسع الأكبر على الإطلاق في ذلك على مدار الأربعين سنة الماضية، وهو ما جاء على حساب المجتمع وأحدث الكثير من التفاوت المالي بين البريطانيين.

وحذر مسؤولون في قطاع الضيافة في المملكة المتحدة من إمكانية أن يؤدي الارتفاع في تكلفة المعيشة قبيل موسم أعياد الميلاد قد تسبب في أزمة تفوق في آثارها السلبية التبعات التي أحدثها انتشار فيروس كورونا على القطاع.

كما دعت اتحادات عمالية إلى الإضراب احتجاجا على ارتفاع تكلفة المعيشة في البلاد، أبرزها قطاع الإسعاف الذي أعلن العاملون به الدخول في إضراب في 21 و28 من ديسمبر الجاري.

كما يطالب في إطار تلك الاحتجاجات اتحادات للعاملين في قطاعي الإسعاف الطبي والتمريض بزيادة في الأجور من أجل مواكبة الارتفاعات المستمرة في الأسعار.

في غضون ذلك، أعلنت الحكومة الاستعانة بـ 1200 جندي من الجيش البريطاني و1000 موظفا مدنيا لسد العجز المحتمل وقت الإضراب الذي من المقرر أن يدخل فيه مسعفون وطواقم تمريض في 21 و28 من ديسمبر الجاري، وهو الإجراء الذي اتخذته الحكومة البريطانية مبررة ذلك بأنها تعطي الأولية القصوى لسلامة المرضى بغض النظر الخلافات مع الاتحادات العمالية.

لكن اتحادات المسعفين قالت إن “أفراد الجيش غير مدربين بكفاءة على القيام بمهام الإسعاف”. كما حذر رئيس أركان الجيش البريطاني من أن ينظر إلى القوات المسلحة على أنها “الخيار الأسرع لتغطية العجز الذي ينتج عن الإضرابات”، قائلا: “لسنا قدرات احتياطية، لكننا مشغولون ونقوم بأشياء كثيرة نيابة عن الأمة”.

 وأنهى الإسترليني تعاملات الثلاثاء في الاتجاه الصاعد مستغلا ضعف الدولار الأمريكي الذي تأثر سلبا بتحسن في البيانات الأمريكية رغم استمرار تصاعد توقعات بمواصلة الفيدرالي رفع الفائدة في الفترة المقبلة.

وارتفع الإسترليني/ دولار إلى 1.2183 مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 1.2145.. وهبط الزوج إلى أدنى مستوى له في يوم التداول المنقضي عند 1.2084 مقابل أعلى المستويات الذي سجل 1.2222.

وهبط مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة العملات الرئيسية، إلى 104 نقطة مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 104.72 نقطة. وارتفع المؤشر إلى أعلى مستوى له في يوم التداول الجاري عند 104.79 نقطة مقابل أدنى المستويات الذي سجل 103.78 نقطة.

تحقق أيضا

الفيدرالي

 4رسائل هامة في بيان الفيدرالي وتصريحات باول بعد خفض الفائدة

بعث الفيدرالي ورئيسه جيروم باول عدة رسائل إلى المستثمرين في أسواق المال والمراقبين للاقتصاد الأمريكي …