نور تريندز / التقارير الاقتصادية / هل ينبغي أن نقلق من الصعود الحالي في الأسهم الأمريكية؟
الأسهم الأمريكية
الأسهم الأمريكية

هل ينبغي أن نقلق من الصعود الحالي في الأسهم الأمريكية؟

قالت عضوة مجلس ليزا كوك “ترتفع قيمة عدد كبير من فئات الأصول المتداولة في الأسواق، بما في ذلك الأسهم وسندات الشركات، إذ تقترب المخاطرة التي ينطوي عليها التداول في هذه الأصول من أدنى مستويات التاريخية، مما يشير إلى أن الأسواق قد تكون وصلت إلى حالة من الكمال، مما يزيد من حساسيتها للأخبار الاقتصادية السيئة أو التغيير المفاجئ في معنويات المستثمرين، مما يؤدي إلى انخفاضها”.

ويعتبر هذا التحذير هو الأكثر وضوحًا بين التحذيرات التي أطلقها صناع السياسات النقدية على الإطلاق. لكنه قد يكون في محله، إذ حقق مؤشر ستاندردز آند بورس500 الارتفاع السنوي الثاني على التوالي في 2024 بمكاسب بلغت حوالي 20% على الأقل. وقالت جولدمان ساكس إن هذه الارتفاعات، في ضوء القيمة الدفترية والمبيعات لهذا المؤشر، أعلى بمقدار انحرافين معياريين من متوسط ما حققه المؤشر في العشر سنوات الماضية.   

ولم تصدر مثل هذه التحذيرات من حركة السعر في أسواق المال من قبل أي من مسؤولي الفيدرالي منذ أواخر 1996 عندما حذر آلان جرينسبان، رئيس مجلس محافظي بنك الاحتياطي الفيدرالي 1987 – 2006، والتي كان لها أثر كبير على الأسواق أدى في نهاية الأمر إلى إضعاف أداء بورصة نيويورك لسنوات. يأتي ذلك على النقيض من تصريحات كوك التي مرت على أسواق الأسهم الأمريكية مرور الكرام.

يدل على ذلك أن الأسهم الأمريكية حققت ارتفاعات كبيرة الاثنين على مدار جلسة التداول الأولى في أسبوع التداول الجاري، متجاهلة التحذيرات من المزيد من ارتفاعات الأسهم. واقتصر أثر تصريحات عضوة مجلس الاحتياطي الفيدرالي على داو جونز الصناعي الذي تراجع بحوالي 25 نقطة أو أقل من 0.1% في ختام التعاملات اليومية. مع ذلك، لامس ستاندردز آند بورس500 مستوى 6000 نقطة القياسي.

حقق مؤشر ستاندردز آند بورس500 الصعود السنوي للمرة الثانية على التوالي في نهاية 2024

“الوفرة غير العقلانية”

حذر جرينسبان في ديسمبر 1969 من إمكانية أن تؤدي “الوفرة غير العقلانية” إلى “ارتفاعات حادة غير مبررة في قيمة الأصول، مما يجعلها عرضة لتراجع كبير مفاجئ وممتد كما حدث في اليابان في القرن الماضي”، وهي التصريحات التي تشبه إلى حدٍ كبيرٍ ما صدر عن عضوة الفيدرالي ليزا كوك من تحذيرات.

والوفرة غير العقلانية هي حالة من التفاؤل والحماس المتزايد التي تدفع المستثمرين إلى الإقبال على شراء الأصول بكثافة لترتفع أسعارها إلى مستويات تتجاوز قيمتها الحقيقية، وهو ما يؤدي إلى ارتفاعات بالغة الحدة غير مستدامة قد يتبعها تصحيح كبير في حركة السعر.

رغم ذلك، هناك من يرى أن الارتفاعات التي تحققها مؤشرات بورصة نيويورك لا تشكل خطرًا على الأسواق لأنهم يعتقدون أن هذا ليس بالتوقيت المناسب التي تتراجع فيه الأسهم الأمريكية عن المستويات الحالية. كما يرجحون أن الأسهم الأمريكية قضت سنوات طويلة عند مستويات منخفضة للغاية، مما يجعل الصعود الحالي مبررًا.

وأظهرت الأسهم في وول ستريت تعافيًا منذ مستهل تعاملات الأسبوع الجديد بعد أسبوع أدت عطلات أعياد الميلاد إلى إنقاص ساعات التداول خلاله. كما استفادت الأسهم كثيرًا من تقرير عن تطورات محتملة على صعيد التعريف الجمركية التي يعتزم الرئيس المنتخب دونالد ترامب وفريقه فرضها على الواردات الأمريكية من الخارج.

ونشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية تقريرًا أشار إلى أن مساعدي الرئيس المنتخب دونالد ترامب يدرسون خطط التعريفات الجمركية الشاملة لتغطي الواردات الأساسية فقط، وهو المخطط – الذي حال تنفيذه – قد يخفف من وطأة القيود التجارية لإدارة ترامب على التجارة العالمية بسبب ما يمكن أن يحدث من تراجع في الضغوط التضخمية إلى حدودٍ أقل من المتوقع.

كما تراجعت حدة التوترات الجيوسياسية في أنحاء مختلفة من العالم، مما حد من الأثر السلبي لمخاوف اتساع نطاق الصراعات في الشرق الأوسط وشرق أوربا، وهو ما أدى إلى المزيد من ارتفاعات الأسهم في بورصة نيويورك.

ويبدو أن عناوين الأخبار عن التوترات الجيوسياسية – التي تتضمن مخاوف الاضطرابات المحتملة بعد سقوط نظام الأسد في سوريا، واستمرار القصف الإسرائيلي لغزة رغم مفاوضات غير مباشرة تجري في الدوحة لوقف إطلاق النار، واحتدام الصراع في أوكرانيا – أصبحت أقل تأثيرًا في الأسواق، مما أدى إلى تحسن أداء المؤشرات الأمريكية.

وقد يجد الرأي الداعم لأن زخم الصعود الحالي منطقي تعزيزًا من أحداث سابقة، إذ لم تحدث تصريحات جرينسبان الشهيرة أثرًا سلبيًا فوريًا على أسواق الأسهم. فعلى سبيل المثال، لم تبدأ فقاعة التكنولوجيا في الانحسار إلا بعد مرور عدة سنوات في 2000، وهو ما يرجح أن ثيران الأسهم الأمريكية قد لا يعيرون مثل هذه التصريحات اهتمامًا.  

تحقق أيضا

ملخص الأسبوع: أداء العملات الرئيسية، السلع، والبيتكوين في مستهل العام الجديد

يوفر هذا التحليل نظرة عامة موجزة على الأدوات المالية الرئيسية بما في ذلك الدولار الأمريكي …