خلف الاجتماع الذي جمع الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إشارات إيجابية كان من شأنها أن تؤدي إلى تعافي أصول المخاطرة في مقدمتها الأسهم الأمريكية.
لكن عدم حسم الاجتماع لأي من النقاط التي تمت مناقشتها، والاكتفاء بكونه اجتماع تمهيدي، بدد تلك الإيجابية.
ويبدو أن الرئيس الأوكراني دفع باتجاه الحصول على مزيد من الوضوح بشأن الضمانات الأمنية الأمريكية أثناء الاجتماع، إذ تشير تقارير إلى أنه أبدى استعداداً لإبرام صفقة أسلحة بحوالي 100 مليار دولار مقابل تلك الضمانات.
ورغم عدم تحقيق أي تقدم كبير حاسم فيما يتعلق باتفاق السلام المحتمل، يبدو أن الخطوة التالية ستكون عقد اجتماع بين زيلينسكي وبوتين، والتي قد تكون خلال حوالي أسبوعين.
لذلك يُعد هذا اللقاء المحتمل هو تقدماً في حد ذاته، إذ أنه الأول من نوعه بين الزعيمين منذ اندلاع الحرب. وتتمثل إحدى النقاط الجوهرية في مسألة الأراضي الأوكرانية؛ إذ يطالب بوتين بأن تتنازل أوكرانيا عن منطقتي دونيتسك ولوهانسك بالكامل، بما في ذلك الأجزاء التي لا تزال خارج السيطرة الروسية.
في المقابل، أوضح زيلينسكي أن هذا الطرح غير قابل للقبول من جانبه. ويبقى انتظار نتائج هذا الاجتماع لمعرفة مدى المرونة المتاحة لدى الجانبين الروسي والأوكراني.
ويُعد الحديث عن صفقة اقترحها زيلينسكي والإعلان من قبل الجانب الأمريكي عن إبداء بوتين استعداده لتقديم تنازلات من أهم الإشارات الإيجابية التي بعث بها هذا الاجتماع إلى الأسواق.
ترامب يلعب دور الوسيط
قال مسؤولون أوروبيون إن قرار اللحظة الأخيرة الذي اتخذه بالتوجه إلى واشنطن لعقد قمة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعكس مدى إصرار الكثير من القادة على التنسيق مع ترامب فيما يتعلق بملف الحرب في أوكرانيا.
وأكدوا أيضًا أنهم حرصوا على حضور القمة من أجل تفادي تهميشهم أثناء الوصول إلى حل للأزمة في أوكرانيا وإنهاء الحرب.
كما أعربوا عن رغبتهم في معرفة مدى ما يعتزم ترامب منحه لأوكرانيا من ضمانات أمنية وتعهدات بالتوصل إلى اتفاق سلام.
على الجانب الآخر، لم يستبعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يرسل قوات أمريكية على الأرض في أوكرانيا لحفظ السلام، وهو التطور الذي قد يجعل موافقة زيلينسكي على اتفاق بوساطة أمريكية أسهل.
وأكد الرئيس ترامب أن مسألة “من سيقوم بماذا” سوف تُناقش مع زعماء أوروبيين آخرين.
وقال ترامب: “الرئيس بوتين واقف على تقديم روسيا ضمانات أمنية لأوكرانيا، وهو نقطة محورية ينبغي أن تخضع للدراسة، وسوف ندرس ذلك على طاولة المفاوضات”.
وأضاف: “أنا متفائل. وأعتقد أننا من خلال عملنا معًا، يمكننا أن نتوصل إلى اتفاق من شأنه أن حول دون وقوع أي اعتداء على أوكرانيا في المستقبل، وأعتقد أنه لن يكون هناك أي اعتداءات”.
وأشار إلى أن أي ضمانات أمنية لأوكرانيا من قبل روسيا سوف تقود دول أوروبا الجهود التي تستهدف تحقيق هذه الضمانات على أرض الواقع.
الدور الأوروبي
يرافق الرئيس الأوكراني زعماء أوروبا الذين يتوجهون إلى الولايات المتحدة لعقد جلسات محادثات تستهدف التوصل إلى اتفاق سلام ينهي الحرب في أوكرانيا.
وأدلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصريحات قبل الاجتماع بنظيره الأوكراني ألقى خلالها الضوء على رسالته التي ناقشها مع الزعماء الأوروبيين؛ والتي تتضمن أن الرئيس الأوكراني “زيلينسكي يجب أن يوافق على بعض الشروط الروسية، من بينها أن تتنازل أوكرانيا عن إقليم القرم، وأن يوافق أيضًا على عدم محاولة الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)”.
وأعلن الوفد الممثل لترامب في المحادثات أن الرئيس الروسي أبدى استعداده “لإعطاء ضمانات أمنية لأوكرانيا” وأن يقدم تنازلات فيما يتعلق “بتبادل الأراضي”، وذلك في إطار اتفاق سلام، وفقًا للتقارير التي تناولت ما قاله بوتين أثناء القمة التي جمعته بترامب في آلاسكا.
من جهةٍ أخرى، أكد الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي قبل التقائه بترامب أنه سوف يحصل على “ضمانات لأمن أوكرانيا”، وذلك بمجرد أن وصل إلى واشنطن.
وقال زيلينسكي: “لقد وصلت إلى واشنطن، وسوف ألتقي بالرئيس ترامب غدًا. كما أقابل زعماء أوروبيين غدًا أيضًا”.
حركة السعر
ختمت الأسهم الأمريكية تعاملات الاثنين بهبوط، متأثرةً بانعدام اليقين حيال إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
كما تأثرت الأسهم سلبًا بما أسفرت عنه الاجتماعات بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إذ لم تكن اجتماعات حاسمة.
وواصل الدولار الأمريكي الصعود حتى ختام التعاملات اليومية الاثنين بدفعة من ترقب أسبوع حافل بالأحداث الهامة التي من شأنها التأثير على أسواق المال وحركة السعر في الأصول المتداولة فيها.
كما استفادت العملة الأمريكية من حالة ترقب أخرى، لكنها مرتبطة بتدهور شهية المخاطرة في الأسواق بسبب انعدام اليقين، إذ كانت الأسواق تتنظر ما قد تسفر عنه لقاءات مرتقبة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعدد من القادة الأوروبيين.
وعانى اليورو من ضغوط في الاتجاه الهابط بسبب المخاوف حيال إمكانية أن يطول أمد الحرب في أوكرانيا.