اتفاق سقف الدين: سلاح ذو حدين يواجه الأسواق

تمكنت الأسهم الأمريكية من إنهاء تعاملات الثلاثاء في الاتجاه الصاعد على صعيد أغلب المؤشرات الهامة، وهو ما يعكس حالة من التفاؤل المشوب بالحذر حيال اتفاق سقف الدين الذي توصل إليه الديمقراطيون والجمهوريون الأحد الماضي.

وختم ناسداك للصناعات التكنولوجية الثقيلة تعاملات جلسة الثلاثاء بمكاسب محدودة بحوالي 0.3% بعد أن أضاف حوالي 40 نقطة، مستقرا عند 13017 نقطة. كما ارتفع مؤشر ستاندردز آند بورس500 إلى 4213 نقطة بعد أن أضاف حوالي 6 نقاط أو 0.2%. كما ارتفع ناسداك للصناعات التكنولوجية الثقيلة إلى 13017 نقطة بعد إضافة حوالي 100 نقطة أو 0.8%.

لكن مؤشر داو جونز الصناعي تراجع في نهاية التعاملات بعد أن تنازل عن حوالي50 نقطة أو 0.2% في نهاية التعاملات بسبب انعدام اليقين حيال المسار الذي يتوقع أن يتخذه اتفاق سقف الدين في الكونجرس حتى يتم تمريره المتوقع.

وقالت مجموعة من أعضاء الكونجرس الأمريكي، بقيادة عضو الكونجرس عن ولاية بنسلفانيا الأمريكية سكوت بيري، الثلاثاء إنهم سوف يفعلون كل ما في وسعهم حتى “يمنعوا تمرير هذا الاتفاق”، وهو ما أثار شكوكا حيال قدرة الكونجرس على تمرير مشروع قانون الموازنة قبل الموعد المحدد للتعثر.

كما تراجعت عائدات سندات الخزانة الأمريكية، التي غالبا مع تستفيد من أي تطورات إيجابية في الأسواق، بعد ظهور تلك التصريحات عن معارضة عدد من الجمهوريين للتشريع المقترح لسقف الدين الأمريكي. وتراجعت عائدات سندات الخزانة الأمريكية إلى 3.692% مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 3.762%. وبلغ أعلى مستوى للعائدات على هذه السندات السيادية المعيارية على مدار يوم التداول الثلاثاء 3.740% مقابل أدنى المستويات الذي سجل 3.710%.

كما خسرت عائدات سندات الخزانة الأمريكية لأجل سنتين – المعروفة بحساسيتها لتطورات السياسة النقدية – حوالي 0.2% لتتراجع إلى 4.460%. وتراجعت أيضا عائدات السندات التي يحل موعد استحقاقها الشر المقبل – في الوقت الذي يتوقع أن تنفذ فيه الأموال التي تمول بها أنشطة الحكومة الفيدرالية – إلى 5.250%.

وينص الاتفاق، الذي توصل إليه بايدن وماكارثي ومن ورائهم الحزبين الديمقراطي والجمهوري، على رفع سقف الدين إلى 31.4 ترليون دولار لمدة عامين أي حتى بعد انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024، وهو ما يمكن وصفه بتعليق العمل بسقف الدين حتى نهاية تلك الفترة. لكن هذا الاتفاق لا يزال يحتاج إلى تمرير من غرفتي الكونجرس – مجلس النواب ومجلس الشيوخ – وهو الأمر الذي من شأنه أن يحدث تذبذبا مرتفعا في الأسواق حتى الانتهاء من التصويت عليه في المجلسين التشريعيين.  

ولم تنس السلبية التي سيطرت على الأسواق أن تعطي الدولار الأمريكي نصيبه من تراجع الأداء بسبب الحالة غير المحددة لمعنويات الأسواق التي تتضمن تركيز بعض المستثمرين على الجانب الإيجابي في اتفاق سقف الدين، وهو أن الولايات المتحدة قد تتمكن إلى حدٍ كبيرٍ من النجاة من أول تعثر في تاريخها، وهي الإيجابية التي ألقت بظلال سلبية على الدولار الأمريكي الذي لم يتمكن من الاستفادة من الوجه الآخر لعملة اتفاق سقف الدين الذي يحمل بين طياته مخاوف حيال فشل المشرعين الأمريكيين في تمريره من الكونجرس قبل الموعد النهائي الذي تنفذ فيه أموال الحكومة الفيدرالية، ومن ثم تتعثر البلاد في سداد ديونها الفيدرالية للمرة الأولى في تاريخها.

وختم الدولار الأمريكي تعاملات الثلاثاء في الاتجاه الهابط متأثرا بتحسن في شهية المخاطرة في أسواق المال منذ اتفاق سقف الدين بين إدارة بايدن والجمهوريين الأحد الماضي، والذي من شأنه أن يجنب الولايات المتحدة التعرض لأول تعثر في تاريخها.

وهبط مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة العملات الرئيسية، إلى 104.11 نقطة مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 104.21 نقطة.

وارتفع المؤشر إلى أعلى مستوى له في يوم التداول الجاري عند 104.53 نقطة مقابل أدنى المستويات الذي سجل 103.88 نقطة.