إلى أين يتجه التضخم في أسعار المستهلك الأمريكي؟

• أسعار السيارات المستعملة قد تكون وراء تراجع تضخم أسعار المستهلك.
• قد يسهم انخفاض أسعار منتجات الطاقة في ديسمبر الماضي في هبوط التضخم الأمريكي.
• لا تزال أسعار الغذاء في الولايات المتحدة مستمرة في الارتفاع.

سيطر التفاؤل على أسواق المال على مدار تعاملات الثلاثاء بدفعة من توقعات هبوط أسعار المستهلك الأمريكي الذي تظهر مؤشراته الأربعاء المقبل.

وتتمتع إصدارات أسعار المستهلك في الولايات المتحدة بأهمية كبيرة هذا الشهر نظرا لأنها الدفعة الأخيرة من بيانات التضخم التي تظهر قبل اجتماع الفيدرالي في الأول من فبراير المقبل. وتشير التوقعات السائدة في الأسواق إلى إمكانية ارتفاع التضخم السنوي 6.5%، وهو ارتفاع أقل مما سُجل في القراءة السابقة التي سجلت 7.1%.

كما تتوقع الأسواق ألا تشهد القراءة السنوية لتضخم أسعار المستهلك أي تغيير في ديسمبر الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 0.1%.

وعلى مستوى القراءات التي تستثني أسعار الغذاء والطاقة من حسابات التضخم في الولايات المتحدة، يتوقع أن ترتفع القراءة الشهرية لأسعار المستهلك باستثناء هذه الفئات بـ 0.3%، وهو أعلى من القراءة السابقة التي ارتفعت بـ 02%.

لكن التضخم السنوي باستثناء أسعار الغذاء والطاقة قد يرتفع بواقع 5.7% فقط مقابل ارتفاع أكبر سجلته القراءة السابقة بواقع 6.00%.

وتتوقع جولدمان ساكس أن يرتفع التضخم السنوي بـ 5.63% بينما أشارت توقعات المجموعة المالية العملاقة إلى إمكانية ارتفاع القراءة الشهرية بـ 0.25%.

ورجحت جولدمان ساكس أن هناك ثلاثة مكونات للأسعار قد تؤدي إلى تراجع في التضخم بصفة عامة، الأول هو أسعار السيارات المستعملة التي بدأت بالفعل في الانخفاض بسبب العروض والتخفيضات التي أعلنها البائعون في فترة القياس.

ويشير المكون الثاني إلى أسعار النفط العالمية التي ترجح المجموعة المالية أنها قد تسهم في تراجع أسعار تذاكر الطيران بحوالي 2.00%. أما المكون الثالث فيتمثل في تراجع تضخم أسعار الإسكان والقيمة الإيجارية.

وأرجع بنك CIBC انخفاض تقديرات التضخم إلى الهبوط الذي شهده الشهر الماضي في أسعار الجازولين بحوالي 0.1%. ورجح أيضا أن انخفاض أسعار الإقامة في الفنادق كان سببا في تراجع أسعار الإسكان الذي كان بدوره أحد أسباب تراجع توقعات أسعار المستهلك.

وتوقع بنك كندا الملكي أن يتراجع التضخم في أسعار المستهلك في الولايات المتحدة بشدة في ديسمبر الماضي نظرا لتراجع أسعار الطاقة، مرجحة أن الفيدرالي قد يرفع الفائدة بواقع 50 نقطة في الربع الأول من 2023.

وقال دويتش بانك: “فيما يتعلق بالقراءة الشهرية، نتوقع أن ترتفع أسعار المستهلك بـ 0.15%. ونتوقع في دويتش بانك أيضا أن يهبط نمو أسعار المستهلك الأمريكي باستثناء أسعار الغذاء والطاقة في ديسمبر الماضي من 6.00% إلى 5.6%”.

ورجح بانك ويلز فارجو أن يتراجع تضخم أسعار المستهلك في ديسمبر الماضي بحوالي 2.00%، مما يعود بالتضخم السنوي إلى أدنى مستوى له في 14 شهرا عند 6.3%. وتوقع البنك أيضا أن يؤثر التراجع الكبير في أسعار الطاقة الشهر الماضي على قراءات التضخم التي تظهر الأربعاء المقبل.

كما توقع كوميرزبانك أن “التضخم يتخذ المسار الهابط في الولايات المتحدة من ذروته المسجلة في يونيو الماضي عند 9.1% إلى 7.1% في نوفمبر الماضي. وفيما يتعلق بقراءة ديسمبر، نتوقع المزيد من الهبوط إلى 6.4% بعد هبوط أسعار السيارات المستعملة بحوالي 3.00% الشهر الماضي. ونتوقع أيضا أن يتراجع التضخم في أسعار المستهلك باستثناء أسعار الغذاء والطاقة من 6.00% إلى 5.6%، وهو ما يعني استمرار تراجع تضخم الأسعار.