نور تريندز / التقارير الاقتصادية / أداء مضطرب لعائدات السندات الأوروبية بفعل أزمة الطاقة وترقب قرار الفائدة
عائدات السندات الحكومية الأوروبية تمدد مسارها الصاعد
السندات الأوروبية

أداء مضطرب لعائدات السندات الأوروبية بفعل أزمة الطاقة وترقب قرار الفائدة

ارتفعت عائدات السندات في منطقة اليورو بشكل حاد يوم أمس الخميس وتجاوز العائد الإيطالي لأجل 10 سنوات 4٪ لفترة وجيزة للمرة الأولى منذ يونيو، حيث رفع المتداولون رهاناتهم على رفع البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة الأسبوع المقبل.

وكانت أسواق المال في منطقة اليورو يوم الخميس تسعر فرصة 85٪ تقريبًا لرفع سعر الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس، بعد ارتفاع التضخم القياسي يوم الأربعاء. وتزيد تلك النسبة قليلاً عن 50٪ تم تسعيرها يوم الأربعاء قبل أرقام التضخم.

وقد ترتب على الارتفاع في توقعات معدل الفائدة إلى ارتفاع عائدات السندات الحكومية بشكل حاد في جميع أنحاء الكتلة، خاصة عند آجال استحقاق تزيد عن 10 سنوات. ويوضح الرسم البياني التالي أداء عائدات سندات منطقة اليورو لأجل عشر سنوات على مدار الأسبوع الماضي:

توقعات الفائدة الأوروبية

كان قد قفز عائد السندات الإيطالية لأجل 10 سنوات بما يصل إلى 13 نقطة أساس إلى أعلى مستوى له منذ منتصف يونيو عند 4.014٪.

 وصلت العائدات الإيطالية إلى 4.28٪ في يونيو، مما دفع البنك المركزي الأوروبي إلى الوعد بأداة جديدة لمنع الاختلاف المفرط في تكاليف الاقتراض الحكومية داخل كتلة العملة المكونة من 19 دولة.

 أما خلال تعاملات اليوم الجمعة، فقد سجل العائد على السندات الإيطالية لأجل عشر سنوات 3.81%، كما هو موضح في الرسم البياني التالي:

ويُذكر أن الارتفاع في العائد يوم الخميس الماضي جعل التجار يراقبون عن كثب الفجوة بين عائدات السندات الألمانية والإيطالية التي وصلت إلى 243 نقطة أساس – وهو الأوسع منذ أواخر يوليو – قبل أن يتراجع.

في نفس السياق، كانت قد ارتفعت عوائد السندات الإيطالية لأجل عامين و 30 عامًا لفترة وجيزة بمقدار 10 نقاط أساس في التعاملات المبكرة.

ومن جانبهم، قال محللون ميزوهو: “أظهرت بيانات التضخم الأوروبية هذا الأسبوع أن ضغوط الأسعار لا تزال قوية في منطقة اليورو”.

وأضافوا: “لا يزال اجتماع البنك المركزي الأوروبي في الثامن من سبتمبر قرارًا وثيقًا، ولكن من المحتمل أن تكون هذه البيانات الأخيرة كافية لقلب حتى الأعضاء الوسطيين نحو زيادة قدرها 75 نقطة أساس”.

هذا وكانت قد أظهرت البيانات الصادرة يوم الأربعاء  الماضي أن التضخم في منطقة اليورو ارتفع إلى مستوى قياسي آخر عند 9.1٪ في أغسطس، متجاوزًا التوقعات وعزز موقف البنك المركزي الأوروبي لمزيد من الارتفاعات الكبيرة.

وعلى صعيد آخر، ارتفع عائد السندات الألمانية لأجل 10 سنوات بمقدار 10 نقاط أساس إلى 1.634٪ لكنه انخفض بعد ذلك وارتفع آخر مرة بمقدار 3.5 نقطة أساس عند 1.57٪. ارتفعت عائدات عشر سنوات في البلدان الأخرى من 3 إلى 4 نقاط أساس. 

فيما أنهت العائدات الألمانية شهر أغسطس بأكبر زيادة شهرية لها منذ أكثر من 30 عامًا. ويعكس الرسم البياني التالي أداء عائدات السندات الألمانية لأجل 10 سنوات خلال الأسبوع الماضي:

وتجدر الإشارة إلى أن أسواق السندات في جميع أنحاء أوروبا تعرضت لضربة قوية بسبب ارتفاع أسعار الغاز، الذي تغذيه مخاوف الإمدادات الروسية، مما أدى إلى تأجيج مخاوف التضخم ورفع التوقعات بمعدلات أعلى حتى مع تصاعد مخاوف الركود.

ومع ذلك، يتوقع الاقتصاديون لدى ING أن رفع سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس من قبل البنك المركزي الأوروبي الأسبوع المقبل سيتبعه زيادة بمقدار 25 نقطة أساس في أكتوبر، تليها فترة توقف أطول حتى الربيع.

أزمة الغاز الطبيعي في أوروبا

ما زالت أوروبا تعاني من أزمة الطاقة الناجمة عن الصراع الروسي -الأوكراني والذي تدخلت فيه أوروبا بفرض عقوبات على روسيا مما جعل روسيا تستخدم الطاقة كسلاح كما اتهمتها دول الكتلة الأوروبية.

منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، بدأ العالم معاناة أزمة في منتجات الطاقة أوقعت الحكومات في دول الاقتصادات الرئيسية، خاصة الاتحاد الأوروبي، في حيرة من أمرها بعد الارتفاعات الهائلة في أسعار النفط والغاز.

ولم يقتصر الارتفاع الحاد في أسعار منتجات الطاقة على معاناة المستهلكين أثناء الحصول على تلك المنتجات فقط، إذ كانت تلك القفزات في أسعار الطاقة ولا تزال من أهم المحركات التي تستمر في الدفع بالتضخم إلى مستويات هي الأعلى في حوالي نصف قرن.

وتعتبر المنطقة الأوروبية هي المتضرر الأكبر من الأزمة الحالية في النفط والغاز على مستوى العالم، خاصة بعد أن بدأت روسيا في خفض صادراتها من الغاز الطبيعي إلى دول التكتل الأوروبي، وهو ما يؤدي إلى تزايد مخاوف حيال إمكانية قطع الإمدادات الروسية من الغاز بشكل نهائي مع قدوم فصل الشتاء المقبل.

وخفضت موسكو بالفعل تدفقات الغاز إلى ألمانيا بحوالي 60 في المئة، كما خفضتها بحوالي 50 في المئة إلى إيطاليا وخفضت التدفقات إلى النمسا والتشيك وسلوفاكيا وبولندا وبلغاريا والدانمارك وفنلندا وفرنسا أيضا.

والآن تحاول أوروبا إيجاد حلول بديلة قبل حلول فصل الشتاء القارس. لذلك،

ستقوم رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، بتحديد أفكار المفوضية بشأن تحديد سقف لأسعار الطاقة في خطاب يلقيه في 14 سبتمبر.

وسارعت الدول الأوروبية لملء منشآت تخزين الغاز بعد أن قطعت روسيا الإمدادات عن أوروبا.

فضلًا عن ذلك، تعد ألمانيا من بين الدول الأكثر تعرضًا لنقص محتمل في الغاز، وهناك مخاوف من أنه إذا أوقف الكرملين الإمدادات تمامًا، فقد ينهار اقتصادها في حالة ركود.

ومع ذلك، قال وزير الاقتصاد والمناخ الألماني، روبرت هابيك، إن الاستعدادات اللازمة لهذا الشتاء قد بدأت. وقال “لهذا السبب لدينا إجابات والتقدم الذي يسمح لنا بالاستعداد لفصل الشتاء”.

في وقت سابق من هذا الأسبوع ، قال المستشار الألماني، أولاف شولتز، إن حكومته “اتخذت قرارات بعيدة المدى بسرعة كبيرة”.

ومن جانبهم، قال محللو سيتي في بيرنشتاين: “يرى القادة الألمان أن البلاد مجهزة جيدًا لتجاوز الشتاء القادم في أزمة الطاقة المستمرة”.

ومع ذلك، حذر هابيك من أن العمل لتأمين إمدادات الغاز لم يكتمل بعد.

تحقق أيضا

أداء سوق الأسهم في الربع الأول من عام 2024

ارتفعت الأسهم الأمريكية منذ أوائل العام 2024، متحديةً مخاوف ارتفاع معدلات الفائدة وتأجيلات خفضها حتى …