نور تريندز / التقارير الاقتصادية / لماذا يزداد الين الياباني قوة؟
الين الياباني
الين الياباني

لماذا يزداد الين الياباني قوة؟

ختم الين الياباني تعاملات الاثنين بصعود حاد مقابل الدولار الأمريكي مستندًا إلى عدة عوامل؛ أبرزها التلويح بالتدخل في سعر الصرف من قبل الحكومة اليابانية من أجل دعم العملة بينما يمثل ضعف الدولار الأمريكي عقب ظهور تطورات جديدة على صعيد توقعات الفائدة الفيدرالية عامل آخر لا يقل أهمية عن سابقه.

وأكد وزير المالية الياباني كاتسنوبو كاتو التي أشار خلالها إلى أن التحركات المفاجأة للعملة تؤثر سلبًا على الشركات والأسر اليابانية وأن الحكومة في طوكيو تتابع عن كثب تلك التقلبات. وفسرت الأسواق هذه التصريحات بأنها تلويح رسمي من قبل الحكومة في طوكيو بإمكانية التدخل لدعم العملة اليابانية.

وظهرت تقارير في إبريل ومايو الماضييْن أشارت إلى أن الحكومة اليابانية ربما تكون قد تدخلت في سعر الصرف بهدف دعم العملة المحلية التي بلغ هبوطها حد إلحاق الضرر بجميع القطاعات الاقتصادية في البلاد.

وفي أواخر إبريل الماضي، تعرض الين الياباني لضغط شديد منذ مستهل التعاملات في أسبوع التداول الجديد متأثرًا بإبقاء بنك اليابان على معدل الفائدة دون تغيير في اجتماع ذلك الشهر.

كما زاد من الضغوط التي تتعرض لها العملة خطاب البنك المركزي الذي تفادى إظهار ميل بما فيه الكفاية لرفع الفائدة إلى مستويات أعلى في المرحلة المقبلة ليستقر لفترة قد تطول عند .0.0%.

وأعلن بنك اليابان في ذلك الوقت أيضًا شراء سندات حكومية بقيمة 600 ترليون ين ياباني، وهو ما أدى إلى حالة من الاستياء لدى هؤلاء الذين كانوا يتوقعون تغييرًا في حجم مشتريات الأصول.

وغالباً ما تتدخل وزارة المالية اليابانية في سعر الصرف دون الإعلان رسميًا عن هذا الإجراء، لذا يُعد ظهور تكهنات بالتدخل على نطاق واسع في عناوين الأخبار من الدلالات على حدوث التدخل بالفعل. وتحقق ذلك بالفعل – تكرار بغزارة للتكهنات بالتدخل في سعر الصرف في اليابان في عناوين الأخبار – وهو ما يرجح أنه قد يكون حدث بالفعل.

وظهرت تكهنات مماثلة في مايو الماضي أيضًا، وهو ما يرجح أن البنك المركزي كرر تدخله لدعم العملة التي بلغ هبوطها في ذلك الوقت مستويات مزعجة دفعت السلطات المالية والنقدية إلى الإعراب عن قلقها لهبوط مستويات العملة.

ضعف الدولار الأمريكي

تراجع الدولار الأمريكي في ختام التعاملات الاثنين، وهو ما ارتبط بشكل مباشر بالتصريحات التي تضمنت إشارات إلى إمكانية تدخل السلطات المالية في اليابان من أجل دعم العملة اليابانية.

وهبطت العملة الأمريكية من أعلى المستويات في حوالي ثمانية أسابيع بعد أن تلقت دفعة على مدار الأسبوع الماضي من بيانات التوظيف الأمريكية وتصاعد التوترات في الشرق الأوسط وسط الاجتياح البري الإسرائيلي لجنوب لبنان.

ورغم تراجع توقعات خفض الفائدة الفيدرالية في اجتماع نوفمبر المقبل بـ50 نقطة أساس، يرجح أن العملة توقفت عن الصعود لعدة عوامل؛ أبرزها عمليات شراء للين الياباني بهدف تغطية الخسائر علاوة على تصريحات وزير المالية الياباني كاتسنوبو كاتو التي أشار خلالها إلى أن التحركات المفاجأة للعملة تؤثر سلبًا على الشركات والأسر اليابانية وأن الحكومة في طوكيو تتابع عن كثب تلك التقلبات.

وتراجعت مخاوف المزيد من تصاعد التوترات في الشرق الأوسط التي اعتادت الأسواق على استقبال عناوين الأخبار الحافلة بالتطورات في هذا الشأن على مدار الأسبوع الماضي.

كما استوعبت الأسواق بيانات التوظيف الأمريكية التي عكست اقتراب بنك الاحتياطي الفيدرالي من تحقيق سيناريو “الهبوط المرن” الذي يشير إلى نجاح البنك المركزي في خفض التضخم الأمريكية بطريقة آمنة دون أن يوقع الاقتصاد في هوة الركود.

عائدات السندات الأمريكية

كسر زوج الدولار/ ين علاقته الطردية مع عائدات السندات الأمريكية التي تتضمن أن يصعد الزوج العائدات على هذا النوع من الأوراق المالية السيادية في نفس الوقت. لكن كسر العلاقة الاثنين أدى إلى صعود العائدات على السندات الحكومية المعيارية بدفعة من تراجع توقعات خفض الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي بـ50 نقطة أساس في اجتماع نوفمبر المقبل، وهو ما جاء بعد أن استوعب المستثمرون في الأسواق بيانات التوظيف التي ألقت الضوء على تحسن في أوضاع سوق العمل في الولايات المتحدة في سبتمبر الماضي.

وسارت حركة السعر في أسواق المال بعد ظهور بيانات التوظيف الإيجابية هذا الشهر على النقيض مما اعتادت عليه الأسواق، إذ ارتفعت الأسهم الأمريكية وعائدات سندات الخزانة الأمريكية في نفس الوقت. ونرجح أن ذلك جاء بعد إدراك المستثمرين لأن الفيدرالي يقترب من تحقيق سيناريو “الهبوط المرن”.

ويشير الهبوط المرن إلى نجاح بنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض التضخم دون إلقاء الاقتصاد في هوة الركود، وهو ما رجحت أوضاع سوق العمل اقتراب تحققه، وفقًا للبيانات الصادرة الجمعة.

وكان استيعاب هذه البيانات وراء تراجع توقعات خفض الفائدة الفيدرالية بـ50 نقطة أساس في اجتماع الشهر المقبل إلى الصفر تقريبًا مقابل احتمالات بنسبة 88.00% لخفضها بـ25 نقطة.

وارتفعت عائدات سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى 4.027% مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 3.962%. وهبطت العائدات على هذا النوع من الأوراق المالية السيادية الأمريكية إلى أدنى مستوى لها في الجلسة الأولى من تعاملات الأسبوع الجاري عند 3.962% مقابل أعلى المستويات في نفس الفترة الذي سجل 4.063%.

كما لا يزال الين الياباني يستفيد من قرار بنك اليابان رفع الفائدة في اجتماعه المنتهي في 31 يوليو الماضي، وهو القرار الذي أُعلن قبيل إعلان بنك الاحتياطي الفيدرالي دورة التيسير الكمي الحالية خفض الفائدة للمرة الأولى في أربع سنوات.

وعندما اتخذ الفيدرالي قرار بدء خفض الفائدة، ضاق الفارق بين معدلات الفائدة الفيدرالية واليابانية بعض الشيء، وهو ما يصب في صالح الين الياباني الذي بدأ يستفيد من تغيير اتجاه السياسة النقدية.  

تحقق أيضا

عائدات سندات الخزانة الأمريكية

عائدات سندات الخزانة الأمريكية تتراجع بفعل توقعات خفض الفائدة

تراجعت عائدات سندات الخزانة الأمريكية لأسباب تتعلق بمستقبل الاقتصاد في الولايات المتحدة وأخرى تتعلق بالأثر …