نور تريندز / التقارير الاقتصادية / هل استوعبت الأسهم الأمريكية بيانات النمو والتضخم؟
الأسهم الأمريكية
وول ستريت

هل استوعبت الأسهم الأمريكية بيانات النمو والتضخم؟

بعد أن استوعبت الأسواق الصدمة الأولى للبيانات الاقتصادية الصادرة الأربعاء على صعيد النمو والتضخم في الولايات المتحدة، بدأ المستثمرون البحث عن أسباب تبعث على التفاؤل بيت سطور التقارير الاقتصادية التي ألقت الضوء بالفعل على بعض الإيجابيات.

وسيطرت حالة من السلبية على أسواق الأسهم الأمريكية منذ ظهور البيانات الاقتصادية التي ألقت الضوء على ارتفاع معدل التضخم إلى مستويات فاقت توقعات الأسواق، مما يشير إلى حالة من الضعف تنتاب الاقتصاد الأمريكي.

وتراجعت القراءة الشهرية لمؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي باستثناء أسعار الغذاء والطاقة إلى 0.0% مقابل القرارة السابقة التي سجلت 0.5%، وهو ما جاء أدنى من توقعات الأسواق التي أشارت إلى 0.1%.

لكن القراءة السنوية لمؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي باستثناء أسعار الغذاء والطاقة ارتفعت إلى 2.6% مقابل القرارة السابقة التي سجلت 3.00%، وهو ما جاء أدنى من توقعات الأسواق التي أشارت إلى 2.6%.

وارتفع مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي إلى 3.6% في الربع الأول من هذا العام مقابل القرارة السابقة التي سجلت 2.4% في الربع الأخير من العام الماضي.

وارتفع مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي باستثناء أسعار الغذاء والطاقة إلى 3.5% في الربع الأول من هذا العام مقابل القرارة السابقة التي سجلت 2.6% في الربع الأخير من العام الماضي.

وتعرض الاقتصادي الأمريكي لانكماش في الربع الأول من 2025 ليسجل مؤشر الناتج المحلي الإجمالي 0.3-% مقابل القراءة السابقة التي سجلت 2.4%، وهو ما جاء أدنى بكثير من توقعات الأسواق التي أشارت إلى نمو بواقع 0.4%.

وعلى صعيد بيانات التوظيف، تراجع مؤشر التغير في توظيف القطاعات غير الزراعية في الولايات المتحدة إلى 62000 وظيفة في إبريل الجاري مقابل القراءة السابقة التي سجلت 147000 وظيفة بعد المراجعة، وهو ما جاء أدنى من توقعات السوق التي أشارت إلى 114000 وظيفة.  

وكانت هذه البيانات، التي ألقت الضوء على ارتفاع التضخم وانكماش الاقتصاد، وراء حالة من الخوف الشديد حيال مستقبليات الاقتصاد الأمريكي، إذ أنها إشارات واضحة إلى الركود التضخمي الذي يتم التعرف عليه بأنه حالة يعانيها الاقتصاد من “نمو أبطأ وتضخم أعلى”.

نقاط إيجابية

رغم تسجيل التضخم في الولايات المتحدة لمستويات مرتفعة، إلا أن المستثمرين اعتبروا هذه البيانات إيجابية إيمانًا منهم بأنها لم تعكس الكثير من التغير في إبريل مقارنة بمارس الماضي أو نفس الشهر من العام الماضي، كما توافرت لديهم قناعة بأن بيانات التضخم – رغم نموها الأسعار – انطوت على سرعة أقل مما كان متوقعًا في نمو الأسعار في البلاد.

وفي تقرير منفصل صدر الأربعاء أيضًا، حقق إنفاق المستهلك الأمريكية قفزة بخوالي 0.7% في مارس الماضي، وهو ما تجاوز المستويات التي أشارت إليها التوقعات عند 0.5%.

ورغم تصاعد مخاوف الركود التضخمي في الساعات الأولى التي تلت صدر البيانات الاقتصادية، أدت الإيجابيات – التي لمسها المستثمرون في أسواق المال في البيانات الصادرة الأربعاء على صعيد النمو والتضخم – إلى تراجع مخاوف الركود التضخمي إلى حدٍ ما.

وشهدت الساعات الأولى من جلسة التداول في بورصة نيويورك الأربعاء تراجعًا للأسهم الأمريكية بعنف الأربعاء بعد ظهور دفعات من البيانات الهامة التي نبهت الأسواق إلى آفة خطيرة قد يتعرض لها الاقتصاد الأمريكي في الفترة المقبلة، وهي الركود التضخمي.

وتراجع مؤشر داو جونز الصناعي إلى 40374 نقطة بعد أن تعرض لهبوط إلى 40388 نقطة بعد أن فقد حوالي 133 نقطة أو 0.4%.

وتراجع مؤشر ستاندردز آند بورس500 إلى 5525 نقطة بعد خسائر بحوالي 35 نقطة أو 0.7% مقارنة بالجلسة الماضية.

وتراجع ناسداك للصناعات التكنولوجية الثقيلة إلى 17286 نقطة بعد خسائر بحوالي 175 نقطة أو 1.00%.

لكن بنهاية الجلسة تمكن داو جونز الصناعي وستاندردز آند بورس500 من استعادة الاتجاه الصاعد ليحققا ارتفاعًا بـ0.4% و0.2% على الترتيب.

حركة السعر

وبخلاف أسواق الأسهم، لم تصدر أصول أخرى متداولة في أسواق المال العالمية أي استجابة إيجابية لما وقل إليه المستثمرون من قناعة.

ويواصل الدولار الأمريكي الصعود منذ مستهل التعاملات اليومية الخميس، مستغلًا الارتفاع في معدلات التضخم على كافة المستويات في الولايات المتحدة، مما يزيد من فرص تمسك الفيدرالي بسياسة التشديد الكمي لفترة قد تطول.

وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة العملات الرئيسية، إلى 99.49 نقطة مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 99.24 نقطة. وهبط المؤشر إلى أدنى مستوى له في يوم التداول الجاري عند 99.14 نقطة مقابل أعلى المستويات في نفس الجلسة الذي سجل 99.65 نقطة.  

ويبدو أن الأسهم الأمريكية استفادت أيضًا من تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن أوضاع أسواق الأسهم.

وألقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اللوم على الرئيس السابق جو بايدن فيما تتعرض له أسواق الأسهم الأمريكية من هبوط في الفترة الأخيرة.

وقال ترامب، على مواقع التواصل الاجتماعي: “إنها أسواق الأسهم الخاصة ببايدن وليست أسواق ترامب”.

وأضاف أنه لابد من التخلص من الآثار “المتراكمة” لبايدن وسياساته على أسواق المال.

وتابع: “سوف يستغرق ذلك بعض الوقت، وليس لهذا أي علاقة بالتعريفة الجمركية”.

تحقق أيضا

نور كابيتال | لقاء محمد حشاد على شاشة دبي – 1 مايو 2025