تصدر في وقت لاحق اليوم الجمعة بيانات التوظيف الأمريكية الأهم على مدار الشهر وسط توقعات بتراجع كبير في نمو الوظائف في الولايات المتحدة مع ثبات في معدل البطالة إضافة إلى تراجع في نمو الأجور،
وفي الجمعة الأولى من كل شهر تصدر بيانات التوظيف، في مقدمتها مؤشر التغير في توظيف القطاعات غير الزراعية الأمريكية (NFP)، والذي يضبط إيقاع الأسواق على مدار الشهر بعد أن يلقي الضوء على أوضاع سوق العمل الأمريكي الذي يرسم صورة واضحة لأداء أكبر اقتصادات العالم.
وتكمن أهمية بيانات التوظيف الأمريكية أيضا في أنها ليست فقط البيانات التي تحدد مدى قوة أداء الاقتصاد الأمريكي، لكنها أيضا البيانات التي تلقي الضوء على واحدة من مهمتين أساسيتين ينطوي عليهما التكليف الرسمي المنوط ببنك الاحتياطي الفيدرالي القيام به بنجاح من أجل تعزيز أداء الاقتصاد الأمريكي؛ هما استقرار الأسعار وتحقيق الحد الأقصى للتوظيف في البلاد.
وتأتي بيانات التوظيف في إبريل الجاري لتلقي الضوء على أوضاع سوق العمل في الولايات المتحدة الشهر الماضي وسط سيطرة مخاوف حرب تجارية واسعة النطاق بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعريفة جمركية بحد أدنى 10% على جميع الواردات الأمريكية من جميع أنحاء العالم باستثناء واردات الولايات المتحدة من منتجات الطاقة. وطالت التعريفة المتبادلة 180 دولة، من بينها الصين التي تخضع صادراتها إلى الولايات المتحدة لتعريفة جمركية بحوالي 34%.
وقد يؤدي وجود هذه المخاوف في الأسواق إلى تراجع أهمية بيانات التوظيف وأثرها المعتاد على حركة السعر في أسواق المال العالمية، إذ من المتوقع أن يضبط المستثمرون مواقف الصفقات في اتجاه التحوط ضد التقلبات المحتملة بسبب التعريفة الجمركية.
وأدلى رئيس الفيدرالي جيروم باول بتصريحات في الفترة الأخيرة أكد خلالها لتؤكد أن أي تطور إيجابي على صعيد نمو الوظائف ونمو الأجور والبطالة في الولايات المتحدة سوف يكون إيجابيًا للأسواق لدعمه سيناريو الهبوط المرن الذي يستهدف الفيدرالي تحقيقه.
وتتوقع الأسواق ارتفاع مؤشر التغير في توظيف القطاعات غير الزراعية في الولايات المتحدة في مارس الماضي بـ135000 وظيفة مقابل القراءة السابقة التي سجلت 151000 وظيفة. رغم ذلك، هناك سيناريوهات متوقعة للمؤشرات الهامة التي تصدر خلال ساعات يمكننا أن نتناول أبرزها فيما يلي.
سيناريوهات بيانات التوظيف
نتوقع اثنين من السيناريوهات لبيانات التوظيف الأمريكية؛ أحدهما إيجابي بينما يشير الآخر إلى احتمالات سلبية البيانات الأمريكية الأهم على مدار الشهر.
وتستند تلك السيناريوهات إلى عدد من مؤشرات التوظيف الأولية التي من خلالها نستطيع رسم صورة واضحة لما قد تكون عليه بيانات التوظيف الأمريكية.
السيناريو الإيجابي
يدعم سيناريو تحسن بيانات التوظيف الأمريكية بعض المؤشرات الأولية التي نشير إليها فيما يلي
ارتفع مؤشر التغير في توظيف القطاعات غير الزراعية في الولايات المتحدة الصادر عن إدارة المعالجة الإلكترونية للبيانات (ADP) لهبوط إلى 151000 وظيفة في مارس الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 84000 وظيفة. وهو ما جاء أعلى من توقعات الأسواق التي أشارت إلى 105000 وظيفة.
وتراجع متوسط الأربع أسابيع لمطالبات إعانات البطالة الأسبوعية في الولايات المتحدة إلى 223000 مطالبة 224000 مطالبة.
السيناريو السلبي
ارتفع مكون التوظيف في مؤشر مديري المشتريات التصنيعي الأمريكي الصادر عن معهد دراسات الإمدادات إلى 44.7 نقطة في مارس الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 47.6 نقطة.
وهبط مكون التوظيف في مؤشر مديري المشتريات الخدمي الأمريكي الصادر عن معهد دراسات الإمدادات إلى 46.2 نقطة في فبراير الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 51.9 نقطة.
وهبط مؤشر فرص العمل الأمريكية هبوطًا إلى 7.568 مليون وظيفة في مارس الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 7.762 ميلون وظيفة، وهو ما جاء أقل من التوقعات التي أشارت إلى 7.630 مليون وظيفة.
وسجل مكون التوظيف في المؤشر تراجعًا إلى 44.7 نقطة مقابل قراءة فبراير الماضي التي سجلت 47.6 نقطة، وهو ما يلقي الضوء على تدهور في أوضساع سوق العمل الأمريكي.
ارتفع مؤشر تشالنجر لإلغاء الوظائف في الولايات المتحدة إلى 27524 وظيفة تم إلغاؤها في مارس الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت إلغاء 17201 وظيفة الشهر السابق.
وتراجع مؤشر ثقة المستهلك الصادر عن كونفرنسبورد إلى 92.9 نقطة بعد أن تراجع بحوالي سبع نقاط، وهو ما جاء دون توقعات الأسواق التي أشارت إلى 94.00 نقطة.
تراجع مؤشر ثقة المستهلك الصادر عن جامعة ميتشيجان الأمريكية إلى 57. نقطة في مارس الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 57.9 نقطة، وهو ما توافق مع توقعات الأسواق التي أِشارت إلى نفس الرقم.
وارتفع إجمالي عدد المستفيدين من إعانات البطالة الأمريكية إلى 1.903 مليون مستفيدًا مقابل القراءة السابقة التي سجلت 1.847 مليون مستفيدًا.
وبسيطرة السيناريو السلبي على المشهد، قد يؤدي التراجع في بيانات التوظيف الأمريكية الذي تشير إليه التوقعات إلى تراجع في الأسهم الأمريكية التي تستمر في الهبوط منذ عدة جلسات نظرًا للمخاوف الناجمة عن التعريفة الجمركية والسلبية التي أثارتها مؤشرات التوظيف الأولية التي ألقت الضوء على أن سوق العمل في الولايات المتحدة في حالة ضعف، مما من شأنه أن يؤثر سلبًا على الأسهم الأمريكية. في المقابل، قد يستفيد الدولار الأمريكي كثيرًا من أي تطور سلبي في أوضاع سوق العمل حال تراجع حدة الأثر السلبي للتعريفة الجمركية.
وحال مخالفة نمو الوظائف التوقعات بارتفاع يتجاوز مستوى التوقعات، قد نرى تعافيا للأسهم في وول ستريت والذهب بالتوازي مع الدولار الأمريكي.