مع ظهور أول تقرير سلبي عن أوميكرون، تراجعت الأسهم الأمريكية وارتفع الدولار الأمريكي في نهاية تعاملات الخميس. ولم يكن المتحور الجديد ومخاوفه فقط هما المسؤولان عن التعثر الذي واجهته شهية المخاطرة في أسواق المال، إذ كان هناك حضور قوي لمخاوف التضخم أيضا قبل يوم واحد من ظهور دفعة جديدة من مؤشرات أسعار المستهلك الأمريكية.
وقالت تقارير إن السلالة المتحورة الجديدة تتسم بالقابلية للانتشار بسرعة أكثر بحوالي 4.2 مرة من السلالة المتحورة دلتا التي رفعت معدل الوفيات جراء الوباء ومعدل الحاجة إلى العلاج داخل المستشفيات حول العالم منذ عدة أشهر.
كما أعلنت المملكة المتحدة فرض قيود للحد من انتشار فيروس كورونا، والتي تتضمن العمل من المنزل وتعليمات جديدة من الحكومة تنظم ارتداء الكمامات.
كما أعلنت الدنمارك إغلاق المدارس وتقليل عدد الساعات التي يسمح فيها بالتواجد في الأماكن العامة مثل المطاعم والمقاهي.
التضخم وبيانات التوظيف
تنتظر الأسواق الجمعة المقبلة بيانات التضخم الأمريكية التي تتعرف من خلالها الأسواق على الوضع الحالي للضغوط التضخمية من خلال مؤشرات أسعار المستهلك في الولايات المتحدة.
وهناك حالة من الترقب الشديد لتلك البيانات لما لها من أهمية في تحديد ملامح السياسة النقدية المستقبلية للفيدرالي في الفترة الأخيرة، خاصة عقب إعلان البنك المركزي على لسان رئيسه جيروم باول في شهادته على الأوضاع الاقتصادية أمام مجلس الشيوخ الأمريكي الأسبوع الماضي أن لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة ترى أنه من المناسب أن تبدأ دراسة الإسراع من وتيرة خفض مشتريات الأصول في الاجتماع المقبل للفيدرالي الأسبوع المقبل.
وحال اتخاذ الفيدرالي مثل هذه الخطوة والبدء في الإسراع من وتيرة خفض تلك المشتريات، وفقا للتوقعات التي نشرتها جولدمان ساكس في الفترة الأخيرة بأن الفيدرالي قد يضاعف الكمية التي يتم خفضها من تلك المشتريات في يناير المقبل، سوف يقترب البنك المركزي أكثر من خطوة رفع الفائدة التي تمكنه من الصمود أمام النمو المبالغ فيه للضغوط التضخمية.
وجاءت بيانات التوظيف الأمريكية التي ظهرت الخميس لتضيف إلى السلبية التي تعاني منها الأسواق منذ مستهل التعاملات في وول ستريت رغم أنها بيانات إيجابية.
وتراجعت مطالبات إعانات البطالة الأسبوعية إلى 184 ألف مطالبة في الأسبوع المنتهي في الثالث من ديسمبر الجاري مقابل القراءة السابقة التي سجلت 227 ألف مطالبة، وهو ما جاء أدنى من توقعات السوق التي أشارت إلى 215 ألف مطالبة.
ويشير ما سبق إلى أدنى مستوى لمطالبات إعانات البطالة الأسبوعية في أكثر من نصف قرن علاوة على استمرار إجمالي المستفيدين من إعانات البطالة الأمريكية تحت مستوى 2.00 مليون مستفيد للأسبوع الثاني على التوالي.
وظهرت مخاوف في الأسواق حيال أن يؤدي هذا التحسن في بيانات التوظيف إلى المزيد من نمو الأجور، وهو ما يضيف إلى الضغوط التضخمية الحادة التي يعاني منها الاقتصاد في الوقت الراهن.
وتراجع الأسهم في وول ستريت منذ مستهل التعاملات اليومية الخميس متأثرة بعودة قيود جديدة إلى المشهد في دول الاقتصادات الرئيسية للحد من انتشار فيروس كورونا علاوة على تصاعد في مخاوف الارتفاع الحاد للتضخم.
وهبط داو جونز الصناعي إلى 35742 نقطة بعد أن فقد حوالي 16 نقطة أو أقل من 0.1%. وتراجع ستاتندردز آند بورس500 إلى 4690 نقطة بعد خسائر بحوالي 12 نقطة أو 0.3% مع تراجع ناسداك للصناعات التكنولوجية الثقيلة إلى
مستوى 15700 نقطة بعد أن تكبد خسائر بحوالي 0.6%.
ويرتفع الدولار الأمريكي منذ مستهل التعاملات الأمريكية بسبب ظهور بعض العوامل السلبية التي أججت مخاوف حيال الأثر السلبي للمتحور الجديد من فيروس كورونا أوميكرون على الاقتصاد العالمي ومخاوف أخرى حيال التضخم في الولايات المتحدة قبل يوم واحد من ظهور مؤشرات أسعار المستهلك الأمريكي.
وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة العملات الرئيسية، إلى 96.27 نفطة مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 95.87 نقطة. وهبط المؤشر إلى أدنى مستوى له على مدار يوم التداول الجاري عند 95.96 نقطة مقابل أعلى المستويات عند 96.34 نقطة.