نظرة على سوق النفط.. مكاسب الأمس تبددها مخاوف النمو

سجلت أسعار العقود الآجلة لخام برنت خلال تعاملات أمس الاثنين،  ارتفاعات مقتربة من أعلى مستوى لها في شهرين، متجاهلة البيانات السلبية، ومدعومة بحالة التفاؤل السادة بين المستثمرون في سوق النفط بشأن خفض الإنتاج من قبل دول منظمة أوبك وحلفائها.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت لتسجل 62.84 دولار للبرميل الواحد وهو أعلى مستوى في شهرين وتحديداً منذ 21 نوفمبر الماضي، مسجلاً ارتفاع نسبته 16.8% منذ بداية العام الجديد 2019 بما يعادل 9.04 دولار مكاسب.

وجاء الارتفاع في الأسعار مدعوماً بحالة من التفاؤل والتوقعات الإيجابية لخفض دول منظمة أوبك وحلفائها الإنتاج بمقدار 1.2 مليون برميل يومياً، بموجب الاتفاق الذي تم في أواخر العام الماضي بهدف تحقيق التوازن في سعر الخام.

وتأتي السعودية على رأس دول المنظمة لتساهم بأكبر خفض بإنتاجها في ديسمبر الماضي بمقدار 468 ألف برميل يومياً ليصل إلى مستوى 10.553 مليون برميل يومياً.

وفي السياق ذاته تأتي روسيا وتؤكد هي الأخرى على التزامها بخفض إنتاج النفط، وذلك بعد تأكيد وزير الطاقة السعودي خالد الفالح بأن وتيرة إبطاء إنتاج النفط الروسي تسير بأقل من المستهدف، وفي تصريحات لوزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك قال أن بلاده خفضت بالفعل الطاقة الإنتاجية ومن المخطط تخفيضه خلال الشهر الجاري بمقدار 50 ألف برميل يومياً.

وعن أسعار خام نايمكس الأمريكي فقد سجلت هي الأخرى مستويات قياسية عند 53.90 دولار للبرميل الواحد، مرتفعة قرب أعلى مستوى لها أيضاً في شهرين عند 54.63 دولار للبرميل في 21 نوفمبر الماضي، فيما ارتفع الخام الأمريكي منذ بداية العالم بنحو 18.7% بما يعادل 8.5 دولار مكاسب.

ومن الواضح على التداولات أن المستثمرون لديهم نظرة إيجابية نحو خفض الإنتاج من قبل دول منظمة أوبك وما يترتب عليه من توازن في سوق الخام.

وتلقت أسعار النفط الدعم أيضاً من البيانات الصينية التي كشفت ارتفاع قياسي في معدل استهلاك المصافي من الخام عند 603.57 مليون طن في 2018، بارتفاع نسبته 6.8% عن العام السابق وبما يعادل 12.1 مليون برميل يومياً.

مخاوف تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي
صندوق النقد الدولي يواصل تخفيضه لنمو الاقتصاد العالمي للمرة الثانية خلال العام الجاري، معلناً أمس الاثنين أن توقعاته أن يتباطأ النمو العالمي إلى 3.5%، محذراً من احتمالية إجراء المزيد من التخفيض في حال استمرار الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، والتي ألقت بظلالها على اقتصاد العالم.

أيضاً حذرت منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية في تقرير لها، من تراجع معدل نمو الاقتصاد العالمي خلال العام الجاري قد تمتد آثاره للعام المقبل، وسط مخاوف من تزايد المخاطر لمستويات غير مسبوقة.

ورغم كل هذه النظرة التشاؤمية حول أداء الاقتصاد العالمي، إلا أن سوق الخام استطاع تجاهل هذه البيانات بما تحمله من سلبية ليسير في اتجاهه الصاعد ويسجل مستويات قياسية.

خسائر اليوم

تحول سوق النفط اليوم من مستويات قياسية لم يشهدها منذ أكثرمن شهرين، وهبط خام برنت أدنى مستوى 61 دولاراً للبرميل مع ارتفاع المخاوف المتعلقة بتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، بعد أن تجاهل أمس البيانات السلبة التي صدرت عن الاقتصاد الصيني وتحذيرات صندوق النقد الدولي من تباطؤ النمو العالمي.

وبدأ النفط التداولات اليوم الثلاثاء على تراجع ليعمق من الخسائر على مدار تعاملاته اليوم فبلغت خسائر خام برنت نحو 3% بما يعادل 1.86 دولار مقارنة مع مستويات أمس، فيما بلغت خسائر خام نايمكس الأمريكي 3.3% بما يعادل 1.81 دولار مقابل المستويات التي سجلها أمس.

وجاءت خسائر اليوم بعد أن أعلن صندوق النقد الدولي عن توقعاته بتباطؤ نمو الاقتصاد العالمي خلال العام الجاري والعام المقبل 2020 ما آثار مخاوف بين المستثمرون بسوق النفط، بالإضافة إلى إعلان الصين عن تباطؤ في نمو اقتصادها بوتيرة هي الأبطأ في 28 عاماً عند مستوى 6.6% باعتبارها من أكبر الدول استهلاكاً للنفط.

ويتداول النفط الآن فوق مستويات 60 دولار بالنسبة لخام برنت، و52.18 دولار للبرميل الواحد بالنسبة لخام نايمكس الأمريكي.