تراجعت البيتكوين في ختام تعاملات الخميس بحوالي 2.00% متأثرةً بعمليات جني أرباح بعد ارتفاعات قياسية جديدة لم تصل إليها من قبل.
كشفت بيانات من منصة “أرقام إنتليجانس” أن أحد كبار المستثمرين في سوق العملات الرقمية (حيتان البيتكوين) قام بفتح واحدة من أكبر صفقات البيع على المكشوف لعملة بيتكوين منذ أشهر بقيمة إجمالية بلغت 420 مليون دولار.
ونُفذت الصفقة عبر منصة”هايبر ليكويد”، إذ المستثمر الكبير 80 مليون دولار من عملة USDC واستخدم رافعة مالية تزيد عن 5 مرات لفتح مركزه.
كما قام بتحويل 50 مليون دولار إضافية إلى منصة باينانس، مما يشير إلى احتمال فتح صفقة مماثلة هناك.
أثارت هذه الخطوة قلقًا على نطاق واسع في الأوساط المالية، خاصة وأنها جاءت في وقت كانت فيه البيتكوين قد وصلت إلى مستوى 121,000 دولار، بعد أسبوع من المكاسب المتقلبة وتدفقات قوية على صناديق الاستثمار المتداولة بالعقود الفورية للبيتكوين.
ووفقًا للمنصة “أرقام إنتليجانس”، فإن هذه الصفقة تمثل رهانًا عالي المخاطر ضد الاتجاه العام للسوق، وقد تكون مقدمة لانخفاض كبير في الأسعار إذا فقدت البيتكوين زخمها الصاعد.
ورغم هذا التحرك العنيف، تعكس بيانات المشتقات صورة أكثر توازنًا. فبحسب منصة كوينجلاس، بلغ معدل التمويل المرجّح حسب الفائدة المفتوحة 0.0043% في 9 أكتوبر، وهو معدل إيجابي يشير إلى أن مراكز الشراء لا تزال تهيمن على السوق.
كما بلغت تصفية مراكز الشراء 121 مليون دولار خلال 24 ساعة، مقارنة بـ63 مليون دولار لمراكز البيع، ما يدل على أن بعض المراكز ذات الرافعة المالية يتم التخلص منها، لكن المزاج العام للسوق لم يتحول بعد إلى التشاؤم.
من جهة أخرى، تستمر التدفقات المؤسسية في دعم السوق، حيث أظهرت بيانات صدرت من سوسوفاليو أن صناديق الاستثمار المتداولة بالعقود الفورية للبيتكوين تستقبل على مدار ثمانية أيام متتالية الكثير من التدفقات الإيجابية، مما ساعد في تعزيز الثقة رغم تقلبات الأسعار.
وإذا تحوّلت معدلات التمويل إلى السلبية أو ارتفعت تصفيات مراكز البيع بشكل كبير، فقد يكون ذلك مؤشرًا على تغير في الاتجاه العام.
لكن حتى الآن، يبدو أن السوق يتعامل مع صفقة الحوت الذي باع هذه الكمية الكبيرة كتحرك تكتيكي وليس بداية لانهيار على نطاق واسع.
وتلقي المستويات الفنية الحالية للبيتكوين الضوء على أن العملة المشفرة الأوسع انتشارًا على مستوى العالم لا يزال لديها ما يؤهلها للمزيد من الصعود في المستقبل القريب رغم الهبوط الحالي.
عوامل دعم متنوعة
سجلت البيتكوين ارتفاعًا قياسيًا جديدًا الإثنين الماضي، متجاوزة حاجز 127000 دولار للوحدة، وذلك للمرة الثانية في يومين متتاليين بعد أن اخترقت مستوى 125,000 دولار الأحد الماضي.
وسجلت البيتكوين ارتفاعًا إلى 127253 دولار للوحدة بعد أن أضافت حوالي 4.00% في يوم التداول الاثنين مع مكاسب بأكثر من 33% منذ بداية هذا العام.
ويُعزى هذا الارتفاع إلى عدة عوامل، أبرزها الطلب المؤسسي المتزايد، والسياسات الداعمة للعملات الرقمية من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى جانب ضعف الدولار الأمريكي.
وتراجع مؤشر الدولار بحوالي 10% منذ يناير الماضي، مما دفع المستثمرين للبحث عن بدائل استثمارية جديدة.
ويتجه المتداولون نحو مستويات أعلى، إذ تستهدف عقود الخيارات قصيرة الأجل مستوى 140,000 دولار للوحدة، مع ارتفاع ملحوظ في عقود الشراء والبيع، مما يعكس مزيجًا من التفاؤل والتحوط.
وشهدت صناديق الاستثمار المتداولة بالعملات المشفرة تدفقات بقيمة 3.2 مليار دولار خلال أسبوع واحد، وهو ثاني أعلى مستوى منذ إطلاقها في 2024.
وسجل صندوق iShares التابع لشركة بلاك روك زيادة قياسية إلى 49.8 مليار دولار من الأصول الرقمية.
عوامل موسمية
على عكس الارتفاعات السابقة، شهدت السوق تصفيات محدودة بلغت 283 مليون دولار فقط خلال 24 ساعة، مقارنة بخسائر قاربت 2 مليار دولار في يوم واحد خلال سبتمبر.
ويُعرف شهر أكتوبر تاريخيًا بأنه الأقوى للبيتكوين، حيث حقق متوسط مكاسب بنسبة 22.5% خلال العقد الماضي.
أصول أخرى تلحق بالارتفاع
نور تريندز أخبار وتحليل فني وأدوات تعليمية وتوصيات